ان كان الرسم وسيلة من وسائل التعبير الفني، عن انفعالات الانسان تجاه الطبيعة، فأنه ايضا حرفة مميزة، فهو مزيج من الخيال بالواقع، يتحولان في يد الرسام الى لوحة معلقة على الصمت، جدارا كان، او اسفلت، فيصبح للصمت صدى في مدى الروح، يبدأ بنظرة، وينتهي بأحساس.
كثيرا ما نسمع عن رسامي الارصفة، ولكن القليل منهم، ما تتسع شهرته، وتصل لحدود العالمية، وخاصة ان كانت رسوماتهم تعتمد على المجسمات الحقيقية الموجودة في الطبيعة، مع تبيين ابعادها الثلاثية، فنانون لدرجة مقدرتهم على خداع اعين المارة في رؤية المناظر، لديهم مخيلة خصبة، مضاف اليها، مقدرة وأحتراف، تفرض عليك الوقوف عندهم. يعتمدون في الرسم الثلاثي الابعاد، تقنية تُعرف بالاسقاط، يعرفها كل مُلم بهذا النوع من الرسم، ولكن لشدة الابهار، تشعر وكأن للاسفلت لسان ناطق، يستوقفك مشدوها، متأملا، رغما عنك، وكلما شحت بنظرك يمينا او يسارا كلما أزداد استكشافك، للمسة هنا، ومعنى مرسوم هناك، وعندما تطبع كامل الصورة في ذاكرتك، ظنا منك إنك قد حفظتها، وعندما تنظر اليها ثانية، يعتريك نفس الانبهار والدهشة وكأنها تراها لأول مرة.
سأعرض عليكم تباعا، رُسومات لأمهر الفنانين، واكثرهم شهرة.
ادغار ميوللر
كارت وانر
جوليان بيفر
مانفرد ستادر
ولهذا النوع من الفن ادبيات وقواعد، ولكل قاعدة استثناء، والاستثناء في الرسم هو الطريق الحقيقي الى الابداع.