في الماضي والحاضر كان الذهب و مازال عنوان القيمة و الندرة و الجمالية و الغنى، و هذا بشكل عام عند جميع الأعراق البشرية بمختلف أشكالها، و يكفي أنه ذكر غير مرة في القرآن الكريم كواحد من متاع الحياة فورد في محكم تنزيله {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}.
غير هذا و ذاك فالذهب اليوم هو أساس اقتصادي وتجاري بامتياز و هو مستودع رائع لحفظ الثروات و تجارة قائمة بذاتها. لكن في زمننا هذا زمن العجائب, هناك أنواع أخرى من الذهب تحتار معها فهي أيضاً مصدر للثراء و القيمة!!
فأي ذهب تريد؟!
الذهب الأسود:
ليس جميل الشكل و لا ينفع للزينة بل هو سائل كريه الرائحة, صعب الاستخراج, قبيح المنظر, لكنه وبلا أدنى شك رمز الطاقة و ثروة هائلة تحسد عليها الدول و تقوم عليها الحروب!!
نعم إنه النفط محرك سيارتنا و مشغل مصانعنا وأساس التصنيع الكيميائي من البلاستيك والرقائق والأنابيب والأقمشة والنايلون وغيرها الكثير :
تبدأ قصة النفط من الملح!!.. نعم الملح, ففي سنة 1856 قام السيد صموئيل كير بحفر بئر في ولاية بنسلفانيا للبحث عن الملح لكنه وجد ذهبنا الأسود والذي سرعان ما أصبح كنزاً حقيقياً!
و كما هو معلوم فإن جل خيرات الأرض من النفط تتواجد في الأرض العربية من دول الخليج و غيرها.
و كما هو معلوم فإن جل خيرات الأرض من النفط تتواجد في الأرض العربية من دول الخليج و غيرها.
الذهب الأبيض:
من شحم النفط و سوء شكله إلى النعومة و البياض الناصع:
إنه القطن سيد المنسوجات وأفضلها على الإطلاق. اقترن إسمه بالنعومة فكان بعد الحقنة يخفف من ألمها وكان ملبساً يقي من البرد وتجارة رابحة منذ قديم العصور!
و المعلوم أيضاً أن أجود أنواع القطن على الإطلاق هو في بلدنا العربي و بالتحديد في مصر و سوريا.
الذهب الأحمر:
أغلى من الذهب و أغلى من النفط و أغلى من القطن, هو سر الطعم الساحر و مكون الطعام المتقن . شعرات معدودات تغير الأطباق كلياً!!.. إنه الزعفران النبات و الملون و مكون الطبخ الذي فاق الذهب ثمناً و زاد الطعام لذة.
مع طعم الزعفران اللذيذ, فإن القرويين الذين يجنونه يعرفون مصاعب زراعته و استخراجه من عمق ميسم زهرة الزعفران وهو بأجود أنواعه في إيران و عبر أرضنا العربية في المغرب و ليبيا.
الذهب الأزرق:
ما رأيك لو أخبرتك أن أعظم كنوز الأرض و أكثر الذهب في أيامنا هذه قيمة هو بحوزتك الأن؟!!.. ليس عليك البحث كثيراً فقط عند الصنبور!!
نعم إنه الماء أساس الحياة على سطح الأرض و كم سمعنا تلك الآية العظيمة {وجعلنا من الماء كل شئ حي}.
إن عظمة الذهب تتلاشى أمام قدسية الماء الذي يجد مكانه كواحد من أساسيات الحياة!
الذهب الأخضر:
جاتروفا بربادوس ليس اسماً لدواء الحمى كما ظننت ! بل إنه نبات صحراوي يستخرج منه زيت خاص، ليست ندرته أو قيمته الغدائية ما تجعله بهذه القيمة بل هو سريع النمو و كثير الانتشار، وما يجعله بهذه الأهمية أنه مصدر طاقي رائع و يمكن خلطه مع الوقود مما يزيد فعاليته بشكل باهر!!
مما يجعله حلا لمشكلة البيئة و إمكانية زرعه في الدولة الفقيرة تعد بمستقبل أفضل… بكلمة بسيطة إنه ذهب الفقراء الأخضر !
الذهب البني:
ماذا ستكون قيمة شيء يزيد من عطاء الأرض و يجعلها أكثر خصوبة؟!!
بالفعل ستكون قيمته كبيرة وكيف ستكون قيمته إذا علمت أنه طبيعي؟!!.. ستكون قيمته أكبر:
إنه السماد البلدي أو الدبال نتاج تفسخ بقايا حيوانية ونباتية متحللة في التربة. ومن المعلوم أنه لا دبال بلا ديدان حيت تقوم بكل العمل فهي تبتلع عناصر الفرش الحرجي وتخلطها داخل أنبوبها الهضمي بمواد كيميائية فتطرح مخلفات تسمى بالرصراصات تزيد من الخصوبة !
____________________________________________________
الكاتب: علي احيدوس