أفكار تحولت إلى رموز: من ساعة بج بن إلى ميدان التحرير

الكاتب: أحمد الموجي 
 قبل أن تكون هناك شجرة كانت هناك بذرة.. تتفاعل مع ما حولها لتنمو فتصبح شجـرة.. ولو لم يكن هناك بذرة فلن تكون هناك شجرة!!
فكل عمل عظيم يبدأ بفكرة تتفاعل مع البيئة المحيطة وتمر بكل الظروف فتتطور من مجرد فكرة إلى عمل ومن مجرد عمل عادي إلى عمل عظيـم، فكثير من الأعمال العظيمة في التاريخ كانت البداية فيها فكرة وبعد التطبيق والتفاعل تصير انجازاً، وفي بعض الأحيان يتحول هذا الإنجاز إلى رمز.
تتلون الأعمال وتتنوع إلى أشكال عِدة سواء كانت أعمال فنية أو أدبية أو دينية أو حتى أعمال “معمارية”. سوف نأخذ جانب واحد من تلك الأعمال ونعمل على إظهار تاريخها ومراحل تطورها وقيمتهـا ورمزيتها، وسنسلط الضوء على العديد من الأعمال المعمارية التى خُلدت في ذاكرة البشرية وتحولت من مجرد فكرة عابرة إلى عمل عظيم، حتى وصل إلى طوره النهائي وأصبح رمزاً يحتزى به.
سآخذكم إلى رحلة حول العالم لنستكشف سوياً تلك الأعمال العبقرية، فهيا بنا لنبدأ رحلتنا من القارة العجوز أوروبا وبالتحديد من مدينة الضباب في إنجلترا:
فعندما يذكر اسم انجلترا أو لندن يأتي في الذهن مشهد ساعة بِج بِن، هذا العمل العبقري الذي خلده التاريخ واعتبره رمزاً للتوقيت وللمملكة التى لا تغيب عنها الشمس!

ساعة بج بن:

تبدأ قصة هذه التحفة القديمة منذ حوالي قرنين من الزمان، حيث حدث حريق هائل في لندن يوم 16 اكتوبر 1834 وكان مصدره قصر وستمنستر (westminster ):

فأدى ذلك الحريق إلى تدمير العديد من أجزاء القصر ومبنى البرلمان والكثير من المنازل والمبانى المحيــطه …، وبناءاً على ذلك تم الاتفاق على عمليه تجديد وبناء للأماكن المتضرره والمنهاره .
.. وعهُـد المشروع الى عضو فى البرلمان ووزير الاشغال فى ذلك الوقت ويدعى (بنجامين هول ) وتم تكليفه بالأشراف على التخطيط والتنفيــذ …., وبالنظر الى شخصيه هذا الرجل آنذاك فكان معروف بإبداعه وفكره الرائع . ., فخطرت له فكره انشــاء برج يضم اكبر ساعه فى العالم يفخر بها البريطانيين جميعاً..(نظراً لتقديس الوقت لدى البريطانيين ) فقام بتكليف المعمارى (السير تشارلز بارى ) بتخطيط مبنى جديد للبرلمان وترميم وتجديد القصــر المتضرر وتصميم برج يحمل فى أعلاه ســاعه ليس لها مثيــل (وهذا الجزء لم يكن موجود فى التصميم القديم ) .
ثم عرض فكرته على عموم الناس فى بريطانيا فقوبلت تلك الفكره بالترحيب الشديد والموافقه شريــطهً ان تكون استثنائيه ف كل شىء.. فوعدهم بذلك ..
وتم البدء فى بناء البرج (برج القديس استيفان) عام 1856 حتى الانتهاء عام 1859 أما عن الساعه نفسها فقد قام بتصميمها إدموند بكيت ، وصنعها إدوارد دنت ومن بعد وفاته فردريك دنت.

ودقت السـاعه أول دقاتها يوم 31 مايو 1859 لتكتب تاريخا جديد لأشهر جهاز لقياس الزمن فى العالم وأكثر الساعات دقهً على مستوى العالم …. !
أما عن سر التسميه بساعه (بج بن ) فيرجع إلى عِده روايات اقربها للصحه انه قام البرلمان بإستفتاء يتم فيه تسميه الساعه بصاحب فكره انشاء البرج والساعه.. ألا وهو بنجامين هول الذى كان مشهورا بإسم (بج بن … نظرا لقوه وطول جسمه فكانوا يطلقون عليه بج بن أى بن الكبير ) وتمت الموافقه على هذا الاقتراح…, ومنذ ذلك الحين وهوه بهذا الاسم (بج بن ) …
وفى عام 1924 بدء بث صوت اجراس الساعه على موجات الاذاعه البريطانيه بى بى سى ويسمع صدى اجراسها فى العالم كله يوميــاً
, وبسبب استثنائيتها وتميزهــا فإننا نرى ان بعض البلدان حول العالم قد حاولت ان تحاكى وتسير على نفس الخطى بإنشاء ســاعه على نفس النمط …!
فنرى هناك ساعه فى شركه مصر للغزل والنسيــج فى مدينه المحله الكبرى فى حبيبتنا مصر تسمى (ساعه شركه مصر ) وتعتبر ثانى اعلى ساعه وقتيه فى العالم بعد ساعه بج بن
وأيضـاً هناك ساعه تسمى (بج بن عدن ) فى مدينه عدن ببلدنا الشقيق اليــمن (نســأل الله تعالى ان يحفظها من كل سوء اللهم آميـن )
وأيضــاً ســاعه اخرى بنفس الاسم ( بج بن ) ونفس النمط فى الارجنتين

ومؤخرا رأيــنا مشروع بناء اكبر ساعه فى العالم فى مكه المكرمه بجوار الحرم المكى الشريف (لتنافس ساعه بج بن ) وهى أيــضا تسير على نفس الخطى وعلى نفس النمط …!!
وبمرور الايام تظل تلك التحفه القيمه افضل جهاز لقياس الزمن فى التاريخ وايقونه الوقت فى العالم ورمـــــــزاً صريحا للتوقيت فى هذا الزمان.
معلومات إضافية:
- يزن جرس الساعه حوالي ثلاثة عشر طناً.
- يبلغ طول عقربيها 9 و14 قدماً.
- برج الساعة طوله 320 قدماً.
- من الممكن أن تتعرض الساعه لعطل مفاجئ مرة كل حوالي سبع سنوات ويقوم فريق العمل على متابعتها باستمرار.
- توجد الساعة في برج القديس استيفان في الجزء الشمالي من مبنى البرلمان.

وأترك لكم أكثر من خلفية متميزة للساعة: 1, 2, 3, 4, 5, 6,
***********************************************************************
ومن إنجلترا إلى جارتها فرنسا:

وبالتحديد في مدينة باريس (عاصمة النور) وسنركز حديثنا عن أول عجائب العالم الحديـث:

برج إيفل:

في البداية يتجاهلوك ثم يسخرون منك ثم يحاربوك ثم تنتصر في النهاية!!
تنطبق مقولة غاندي الشهيرة على هذه التحفة المعمارية التي أبهرت العالم منذ إنشائها ومازلت تبهره الآن، فقصة إنشائه تدل على عظمته وجماله وتثبت أن الصعود على القمة لم يأت بسهولة، فهيا بنا نتعرف على تفاصيل بناء هذا المبنى العملاق:
تبدأ قصتنا مع هذه التحفه الفولاذية عندما أرادت فرنسا أن تظهر للعالم مدى تقدمها التكنولوجي والصناعي عن طريق إقامة مبنى هدفه الاساسى ان يكون مدخلا للمعرض الدولى الذى يوافق فى الوقت نفسه مرور مائه عام على الثوره الفرنسيه, والمقرر اقامته عام 1889
ولكى تتمكن الحكومه من تنفيذ تلك الفكره أعلنت عن مسابقة عام 1886 لتنفيذ برج يبلغ طوله 300 متر وقاعدته 125 مترا مربعا. وكان شرطها الوحيد أن يتمكن من استرداد قيمة بنائه بنفسه – كما يجب أن يكون مؤقتا وقابلا للفك بعد انتهاء المعرض…. !!
تقدم للمسابقه اكثر من 120 مهندسا والعديد من الافكـار لم يحظ اى منها بالقبول , حتى تقدم المعمارى الشهيــر (جوستاف آيفل ) بفكرته العبقريه إلى جانب عرض آخر مدهـش

فعرض على الحكومه تسديد تكاليف المبنى كـــاملا مقابل الانتفاع بالارباح لمده 20 عاماً وبعد تلك المده للحكومه ما تشـاء سواء بالابقاء او بالتفكيك
وبالفعل وافقت الحكومه عليه وبدأ العمل في 26 يناير 1887 وانتهى منها في وقت قياسي في 18 مارس 1889 (بالقياس بالتقنيات المتاحه فى ذلك الوقت ) .بتكلفه.. 7,800,000 فرنك ذهبي فرنسي،
وقبل انتهاء فاعليات المعرض الدولى كان البرج قد عوض تكاليف بنائه واصبح بمثابه منجم ذهب للعبقرى جوستاف ايفـل طـوال 20 عاماً نظرا للاقبال الهائل من الزوار من كل انحاء العالم لزياره اعلى مبنى فى العالم فى ذلك الوقت ..324 متراً )… (
والغريب ان البرج منذ انشائه تعرض للكثير من الانتقادات ووصفه البعض بــ (العمود البشـع ) والبعض الاخر بـــ (وصمه عار فى وسط باريس ) واعتبرته الصحافه الفرنسيه فى ذلك الوقت خطـرا على مدينه باريس فهناك من قالت انه سوف ينهار عندما يكتمل بنائه واخرى قالت انه سوف يجلب الصواعق الى مدينه باريس وغيرها من الانتقدات الغريــبه…….
ولــكن ظهر أخيـراً من يمدح هذا البرج , عندما زار توماس اديسون البرج عام 1889 ووقع في دفتر الزوار ” الى مهندس البرج ايفل اهنئك على شجاعتك الكبيرة في بناء هذا الصرح الجميل وهذه المعجزة الهندسية لقد تفوقت ونلت احترام جميع مهندسي العالم
” ومع مرور الوقت وانتهاء العشرين عاما قررت الحكومه ان تؤجل تفكيك المبنى وان تحاول استخدامه فى محطات البث الاذاعى ثم البث التليفزيونى (المرئى )فى الفتره من 1921 إلى 1957
ثم
اصبح وجهه لبعض العلماء والبحاثين لإجراء بعض التجارب والابحاث عليه سواء كانت متعلقه بالطقس او بالفلك اأو غير ذلك
ولكن الأحداث اهميه بالنسبه للبرج خاصه وللفرنسين عامه عندما دخل الاحتلال الألمانى باريس عام 1940 وقرر وضع الصليب المعكوف(رمز النازيه) فوق البرج فوجئوا بان الفرنسين قد قطعوا كابلات الرفع بالبرج وكان من الصعب عليهم تصليحها بسبب ظروف الحرب آنذاك ….. فأجلت القوات رفع العلم عليه لحين وصول الامدادات ومن ثم عدم التحكم فى قطع الاتصالات فى باريس (نظرا للأستخدام المسبق من قبل الحكومه الفرنسيه للبرج فى الاتصالات )…, وكان الشائع فى ذلك الوقت ان هتلر احتل باريس ولكنه لم يحتــل برج ايفـل واستمر الوضع على ما هو عليه حتى تحررت باريس عام 1944 واصبح برج ايفــل رمز للنصر عند الفرنسين وتحولت نظراتهم من النقد والكره الشديد إلى المدح والاعتزاز والفخــر…

وتمــر الأيام حتى يحقق هذا البرج رقمـا قياسيا كأكثر المعالم زيــاره فى العالم (اكثر من 200 مليون زائر ) ويصبح هذا البرج هو الباب لبدء ثورة معمارية أثبت قدرة الحديد على الوصول لارتفاعات شاهقة بأقل وزن ممكن وبالتالى امكانيه( إقامة ناطحات السحاب والابراج الشاهقه)..
ولقد أدى هذا إلى ظهور مبانى تشابه برج ايفل وتسير على طريقه الانشاء وعلى نفس الشكــل
اشهرها برج طوكيــو للأتصالات فى اليــابان , وأيضــاً مشروع بناء اكبر برج فى العالم بارتفاع 4000 م فى اليابان الذى يسير بنفس طريقه الانشاء والتحميــل

وأخيرا مشروع بناء برج ايفل (نسخه منه ) فى مدينه العجائب فى دبى نظرا لقيمته السياحيه العظيــمه .
, وبمرور الايام يثبت التاريخ والزمن أن ما صنعه ايفل تحفه معماريه فريده فى حد ذاته تستحق ان تكون من عجائب الدنيــا
ويظـل برج ايفــل صامدا وسط باريس منذ حوالى قرن وربع القرن ويصبح رمــزا للنصر والصمود لفرنسا و رمــزا للســياحه فى العــالم باعتباره الاكثر زياره تاريخيــا ….
معلومات إضافيه
الارتفاع الكلي ): 324 متراً بثلاث مستويات بجانب الهوائى الخاص بالبث )
الوزن الكلي: 10,100 طن
عدد الدرجات: 1,665
يحتوى البرج على نظام إضاءه متكامل تم تركيبه عام2000 بعدد 20,000 لمبة إضاءة ..!
يحتاج البرج إلى عملية صيانة وإعادة طلاء منتظمة,وتتم هذه العملية بصورة دورية كل 7 سنوات يدويـــاً
يحتوى البرج على مطعمين فى كل من الدور الاول والدور الثانى
وصل عدد الزوار منذ انشائه وحتى الآن إلى اكثر من 220 مليون زائر

وأترك لكم أكثر من خلفية مميزة للبرج: 1, 2, 3
***********************************************************************
ونترك اوربا ونتجه غربــاً إلى امريكا الشماليه وإلى الولايات المتحده الأمريكيه
حيث سنتكلم عن رمز مدينه نيويورك ورمز هذه الدوله العظــــــمى ( وتراثها القومى الاشهر!) ……….

تمثال الحرية:

هذا العمل الفنى العبقرى الذى يعد رمزاً للحريه المتفتحه فى مواجهة الظلم والاستعباد والقمع فى العالم كلــه
والمعروف عن هذا التمثال انه اهدى الى الشعب الامريكى من قبل نظيره الفرنســى بمناسبه مرور 100 عام على استقلال الولايات المتحده الامريكيه وأيضا لتوطيد العلاقه بين البلدين
ولكــن دعونا نتكلم عن القصه الكامله والحقيقيه للتمثال (والتى ينكرها بعض الأمريكيين)
تبدأ القصه عندما زار الفنان الفرنسـى (فريدريرك أوغست بارتولدى ) مصر عام 1859 وقت شق قناة السويس وخطرت لـه فكرة وجود منارة ضخمة على مدخل القناة لإرشاد السفن، على هيئة آله الحرية في المثيولوجيا الرومانية وتصمم بارتداءها ملابس فلاحة مصرية ترفع يدها حاملة شعله يخرج منها ضوء لإرشاد السفن. . وقرر ان يعرض تلك الفكره على الخديوى اسماعيـل وقام بعمل مجسم صغير للتمثال ، و سافر بارتولدى الى القاهره وقابل الخديوى اسماعيل وعرض عليه مشروعه العبقرى وكل أمله ان تقبل فكرته ، ثم وجد فى نظرات الخديوى كل الاحترام والاعجاب بمشروعه لكنه للأسف لم يعده بالتنفيذ او حتى موافقه مبدأيه .. ،

ثم طلب منه ان يقابله بعد شهرين ليحدد موقفه النهائى من هذا المشروع ،وتمت المقابله مره اخرى وقدم له بارتولدى التمثال تحت اسم (مصر تجلب النور لآسيا) ولكن للأسف قوبلت الفكره اخيراَ بالرفض نظرا لعدم وجود السيوله اللازمه لتمويل المشروع بسبب مشاريع تطوير القاهره فى ذلك الوقت بجانب مشروع القنــاه وحفل افتتحاها….!
وبعد هذا الحدث بعام تقريبا فكرت الحكومه الفرنسيه فى مشروع لتقويه علاقاتها مع البلاد الجديده (مابعد البحار ) عن طريق إهداء هدايا تذكاريه إلى تلك الدول ، وكان من ضمنها الولايات المتحده (حيث انها لم تكن دوله عظمى بعد) فكانت تلك الفكره بإهداء تمثال الى الولايات المتحده بمناسبه مرور مائه عام على استقلالها بحيث يعبر هذا التمثال عن الحريه والاستقلال …
فعرض بارتولدى فكرته القديمه ولكن بتغيير لبعض التفاصيل مثل الارتقاع (زاد 3 امتار ) وتغيير مكان الشعله من اليمنى الى اليسرى وتغيير الملابس من زى فلاحه الى الزى الاغريقى القديم وتم الاتفاق عليهـا اخيراً

وبدأت الإستعدادات علي قدم وساق وتم الاتفاق بين الجانبين على ان تقوم فرنسا بتصميم وبناء التمثال وان تقوم امريكا ببناء قاعدته …
واستعانت الحكومه بالمعمارى الشهير (جوستاف إيفل ) لتصميم الهيكل الانشائى للتمثال بجانب تصميم بارتولدى

وتم الانتهاء من التصميم والتنفيذ من الجانب الفرنسى قبل الافتتاح بحوالى عامين وشحن التمثال إلى امريكا على متن باخره تدعى (ايزيرى) في يوليو عام 1884 ووصلت لنيويورك فى 17 يونيو 1885 ..!
والغريب ان التمثال وصل إلى مكانه قبل ان يتم الامريكان بناء القاعده التى كانت (جباره بالنسبه لهم ..!) فتم تفكيك التمثال وحفظه فى صناديق لحين الانتهاء منها واعادة تجميعه مره أخـــــرى
واخيراً انتهت اعمال بناء القاعده فى أبريل 1886 وبعد ذلك قاموا بإعادة تركيب التمثال على القاعده بمساعدة المهندس العبقرى (جوستاف إيفل) مره اخرى حتى الانتهاء فى اكتوبر 1886
وتم الافتتاح فى يوم 28 اكتوبر عام 1886في إحتفال كبير حضره الشعب الامريكى والكثير من الشخصيات الكبييره
وفى عام 1924تم اعلان التمثال كأثر قومى ، ثم قام الرئيس الامريكى فرانكلين روزفلت بإهداء التمثال مره اخرى الى الشعب بمناسبه اليوبيل الذهى له واظهر قيمته وفضله الكبير على الشعب الامريكى
وبمنسابه مروه 100 عام على بنائه قامت السلطات فى عام 1986 بعمل ترميمات كليه للتمثال وتغير لونه من النحاسى (الاساسى) إلى اللون الذى هو عليه الآن ليلائم اضواء نيويورك ليلاً إلى جانب طلاء الشعله بالذهب.

وبمرور الايام اصبح هذا التمثــال رمزاً للحريه فى العلم كله وليس فى أمريكا وحدها ….. (ومن وجهه نظرى الشخصيه فهو تمثال يعبر عن حريه الغرب على حساب العرب والمســلمين).
وبسبب شهرته الواسعه ورمزيته الجارفه نرى تكرير تلك الفكره فى اكثر من بلد اشهــرها (اليابان ) حيث قامت اليابان بانشاء نسخه مطابقه للتمثال فى طوكيو ، وايضــا قامت فرنسا (اصل الفكره) بإنشاء نفس النسخه فى باريسـ
واخيرا مشروع انشاء تمثال الحريه فى مدينه العجائب فى دبـى ..!
ويمر الوقت ويسدل الستار على تمثال عظيم لم تشأ له الظروف أن يرى النور، وتمثال آخر مشابه للأول في الشكل، مساوٍ له في العظمة وشقيق أصغر بعام أكبر بـ3 أمتار أصبح رمزًا للحرية فى العــــــــــــالم
معلومات إضافيه
الارتفاع الكلي للتمثال: 93 متر
عرض القاعدة: 47 متر
الوزن الكلي: 125 طن
في عام 1916 – في إطار الحرب العالمية الأولى – وقع انفجار ألحق أضرارا بالتمثال بلغت قيمتها 100,000 دولار أمريكي مما أدي إلي تحديد حجم الزائرين حتي تم الإصلاح.
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، قامت السلطات الأمريكية بإغلاق التمثال والمتحف والجزيرة أمام الجمهور لمراجعة الإجراءات الأمنية ثم أعيد افتتاحهم فى 20 ديسمبر 2001.
وأترك لكم خلفية متميزة للتمثال: اضغط هنا

***********************************************************************
ومن قاره امريكا الشماليه إلى القاره الجديده (استرالــــــيا )
و الى مدينه سدنى الساحره التى تحوى واحداً من افضل وأجمل مبانى العـــــــالم ……………

اوبرا سيدني:

هذه الكتله العجيبه التى يصنفها البعض بأنها اعجوبة العالم الثامنه … ويعتبرها البعض الآخر ايقونه القرن العشريــن ..!
هذا المبنى الذى كلما نظرت إليه ارى اسراراً والغازاً بين اجزائه المختلفه ويبعث إلى روحاً من المغامره لمحاوله معرفه سر هذا المبنى العملاق … فهيا بنا نحاول
بدأت القصة وراء هذا الصرح الرائع في 1956 عندما دعت حكومة “نيو ساوث ويلز” لمسابقة مفتوحة لتصميم قاعتين مسارح، للأوبرا وللحفلات الموسيقية السمفونية ، والذى من شأنه أن يضع سيدني على الخريطة العالمية ..
فى نفس هذا الوقت كان هناك مهندس معمارى دنماركى يدعى (يورن أوتزون ) الذى لم يسمع احداً عنه فى ذلك الوقت قد وضع تخيلاته الخاصه لمبنى فى واقع خياله على اسكتشات صغيره (رسم يدوى ) يحلم ان تتحول تلك الرسومات الخياليه واحلامه الى واقع فى يومــاً ما …….. ، وها قد جائت فرصه لوتزون ليحاول ان ينفذ حلمه الاكبر عن طريق هذه المسابقه.

وبعد دخوله للمسابقة بأفكاره التي تألفت من رسومات توضيحيه فقط ، والتى فتن بها المعمارى الأمريكى الشهير ييرو سارينن ( Eero Saarinen ) والذي كان عضواً بلجنة التحكيم… وقــال “الرسومات المقدمة لهذا المشروع كانت بسيطة إلى حد أنها تبدو كرسومات توضيحية ومع ذلك ، فنحن مقتنعون بأن الفكرة المقدمة لدار الأوبرا تلك قادرة على أن تصبح واحدة من افضل المباني في العالم”…!..
وبالفعـل بدأ بناء دار الأوبرا في سيدني مارس 1959 ولكن فى 28 فبراير 1966 وبعد معركة طويلة مع حكومة نيو ساوث ويلز بسبب ارتفاع تكاليف البناء وبعد أن أقترب إنجاز السقف (المرحله الثانيه )، استقال أوتزون من المشروع….!
وعينت الحكومة الاسترالية ثلاثة مهندسين معماريين هم بيتر هول ( Peter Hall )، و دى أس ليتلمور ( DS Littlmore ) ، وليونيل تود (Lionel Todd )خلفاً لأوتزون بهدف إنجاز المشروع ، وتم الانتهاء من المرحله الثانيه فى عام 1967
و في المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع تم تغيير بعض من تصاميم أوتزون(داخلى) بطلب من الحكومه
وتم الانتهاء فى عام 1973 عـلى تلك المراحل الثلاثه بتكلفة نهائية وصلت لـ 102 مليون دولار..!

وتم الافتتاح على يد الملكه اليزابيث الثانيه فى أكتوبر 1973 ليظهر لنـا هذا الصرح بهذه الروعــه …
ولكن للأسف في عام 1989 تم إعلام الحكومة بأن دار الأوبرا في حاجة لإصلاحات وتم الانتهاء منها باكلفة 86 مليون دولار ، ولكن بأى حال هذا التكاليف الباهظة كانت الثمن المدفوع من أجل تحويل دار أوبرا سيدني إلى تحفه القرن العشرين.

والغريب فى الأمر إن أوتزون لم يعود أبدا الى استراليا لتجربة رائعته المعمارية ولرؤيه حلمه الاعظم محقق أمام عينيه
وليتركنا نحن نستمتع برؤيه هذا المبنى الذى يعد واحداً من أعظم الأعمال المعمارية على مر التاريخ.

وفى عام 2007 وضعته اليونسكـو إلى التراث العالمى مع المعالم القديمة مثل الـ “ستونهيدج” والأهرامات، ووضعه المعماريون رمـــــــــزاً للتكنولجيا والعالم فى القرن العشريــن
معلومات إضافيه
يحتوى السقف المقوس على 1056066 قطعة سيراميك صنعت في السويد من الطين والحجر المجروش
يحتوى المبنى على 2000 لوح زجاج صممته شركة “أروب أوف وشركاه”
إستغرق الأمر أحد عشر عاما لاستكمال هيكل السقف فقط….!
الميزانيه للمبنى كانت 7 مليون دولار فقــط ولكن تم تخطى هذا المبلغ ليصل إلى 102 مليون دولار إلى جانب 86 مليون دولار تكلفه الاصلاحات …..!

واترك لكم اكثر من خلفيه ســاحره للمبنى: 1, 2,
***********************************************************************
ومن بلاد الغرب نعود بعد رحلهٍ طويله إلى أم الدنيــا( مصــــر) فى قلب الوطن العربى
وسنذهب إلى العاصمه المصريه القاهره ونحاول أن نتعرف على شريانها الأساسى وعلى قلب مصر النابض……..

ميدان التحرير:

ميدان التحرير أو ميدان الاسماعيليه أو ميدان الســادات أو ايضاً ميدان الشهداء
كلها اسماء اطلقت على ميدان التحرير على مر العصور منذ انشائه منذحوالى قرن ونصف القرن.
فبلغه الجغرافيا , فميدان التحرير هو احد اكبر الميادين العاصمه المصريه شهره وأيضاً من أهمها من حيث الحركه والموقع .
ولكن الاهم من كل هذا هى لغه التاريــخ التى أجبرتنا على التحدث عن هذا الميدان العتيق وعن دوره المهم منذ انشائه وحتى يومنا هذا
فماذا عن تاريخ هذا الميدان ..؟
كان الخديدوى اسماعيل منبهراً بالحضاره الفرنسيه ويراها هى الشمس التى تشع على العالم , فلذلك شرع منذ توليه الحكم فى اعادة تخطيط وبناء القاهره الجديده وتحويلها إلى الطراز السائد فى باريس .
فوكل الأمر إلى المعمارى الفرنسى(باريل دى شامب ) الذى قام بدوره بإنشاء المبانى والميادين الجديد على الطراز الفرنسى , وكان من بينها ميدان التحرير الذى انشىء عام 1865(على نمط ميدان شارل ديجول فى فرنسا) تحت اسم (ميدان الاسماعيليه ) نسبه إلى الخديوى اسماعيل

ومنذ انشاء الميدان وهو يشهد العديد من الأحداث الهامه فى تاريخ مصر
فمـثلا عام 1881 خرج الزعيم الراحل احمد عاربى من الميدان بقياده وحده عسكريه متجهاً إلى قصر عابدين حين قال جملته الشهيره <<لقد ولدتنا أمهاتنا أحرار>> .
ولكن اول واهم الاحداث التى مرت على الميدان اثناء ثوره 1919 حيث تجمع الآلاف من المصرين أمام سكنات الجيش الانجليزى التى كانت معسكره فى الميدان وأجبرته على الموافقه على عودة الزعيم سعد زغــلول

وظل أسم ميدان الاسماعيليه حوالى قرن حتى قامت ثوره 1952 التى غيرت اسم الميدان إلى ميدان التحرير تيمناً بتخليص وتحرير مصر من مفاسد أسره محمد على والأحتلال الانجليزى .
وبدأت أهميه الميدان تظهر فى العهد الحديث اثناء العدوان الثلاثى على مصر , حيث تجمع آلاف المصريين فى الميدان للتطوع ضد الاحتلال فى بورسعيد
وفى 9 يونيو 1967 عندما قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التنحى عن منصبه كرئيس للجمهوريه بعد النكسه . انطلقت حشود هائله من الناس إلى الميدان تطالبه بالبقاء والتراجع عن قراره .

وبعدها بسنة تقريباً فى سبتمبر 1968 شهد الميدان مظاهرات جديده من الشباب والطلاب تطالب بمزيد من الحريه والديمقراطيه(أعلونا عن رفضهم للأحكم التى صدرت ضد بعض مسؤلين عن نكسه 67 )
وفى يناير 1972 شهد الميدان واحداً من أكبر المظاهرات الطلابيه ضد أنور السادات ليعبروا عن غضبهم واستيائهم بسبب تأخر الرئيس انور السادات فى الرد على النكسه وأعلان الموعد النهائى للحرب .
وفى أكتوبر 1973 تغيرت النغمات والاصوات واحتشد الناس مره ارى فى نفس الميدان لتحيه السادات عندما كان قادماً لالقاء خطاب النصر فى مجلس الشعب
وتتغير النغمه تاره أخرى إلى الغضب والاعتراض ….!
حيث تجمع الناس فى عام1977 (عام الانفتاح الاقتصادى) فى الميدان ليعبروا عن غضبهم بسبب رفع العديد من السلع الاساسيه .
وعندما أندلعت الحرب ضد العراق وتم غزو بغداد في ابريل 2003 أشتعلت المظاهرات وكان ميدان التحرير هو أكبر تجمع لأكبر مظاهرة فى مصر.
ومنذ ذاك الوقت وأنفتحت الشهية للمظاهرات التي نظمتها حركات مثل كفاية و 6 ابريل في كل المناسبات.
إلى أن جاء الإنفجار الأكبر في 25 يناير 2011حين أحتشد ملايين المصريين في ميدان التحرير مطالبين بتنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك من رئاسة الجمهورية (هناك فرق بين هذا وذاك ) واتخذوا الميدان مقرا لثورتهم إلي ان اعلن نائب الرئيس في بيان رسمي تخلي الرئيس عن منصبه في مساء الجمعة 11 فبراير 2011

وبعد هذا التاريخ بأيام اعلن الشباب فى اقتراح لهم بتغيير اسم الميدان من التحرير إلى (الشهداء) ولكن فضل البعض ان يظل على اسمه (ميدان التحرير ) ليعبر عن رمزيته وقوميته لدى المصريين والعرب .
ويكتسب الميدان شهره عالميــــــــه ويصبح وجهه لمعظم السائحين ليشاهدوا مركز تلك الثوره العظيمه.
ويوم بعد يوم يزداد قيمه الميدان عند المصريين خاصه وعند العرب عامه كرمزاً للصمود والحريه واستاعده العزه والكرامه التى لا ولن تكتمل إلا بإستعــــادة المسجد الاقصى أولى القلبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ورمز الاسلام المنهوب .
ولن يحدث هذا إلا عندما تستيقظ روح الإسلام في النفوس ، وتنتشر روح الجهاد وحب الاستشهاد حينها نستطيع ان نستعيد العزه والكرامه كـــــــــــامله .
أترككم مع صور عالية الجودة تحكي ملخص ما حدث فى الميدان: 1, 2, 3, 4, 5, 6

وفى النهايه أتمنى ان ينـــال اعجابكــم وان أكون قد وفقت فى نقل ما يفيدكم ، و أسأل الله ان يحفظ بلادنا من كل ســـــوء وان يرد إسلامنا إلى عزته وكرامته..
___________________________________________
المصادر: 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10, 11
الكاتب: أحمد الموجي
If you want a web design , fan page design
Graphic or any photoshop work just contact me
mfaysal1988@gmail.com
20 (11) 3375961