هذه الظاهرة توجد في منطقة فيكتوريا شرق القارة القطبية المتجمدة أنتركتيكا حيث عثر الباحثون على شلالات من المياه الحمراء التي تشبه الدماء وتتدفق من بعض الشقوق الجليدية، فكانت السبب في تسميتها بشلالات الدم وربما أيضا أعطى نصوع الجليد حولها مشهداً مهيباً لمن يراها.
عزى العلماء اللون الأحمر لهذه الشلالات لمادة أكسيد الحديدوز المختلطه بماء شديد الملوحة، كما عُثر على 17 نوع من أشكال الحياة الميكروسكوبية وهي أنواع من البكتريا اللاهوائية. ومن الجدير بالذكر ايضاً أن هذه الأنواع من البكتريا تستخدم المعادن المختلفة مع ثاني أكسيد الكربون كمصدر للطاقة وهناك أبحاث حول استخدامها في القضاء على الألغام وكذلك التقليل من آثار الإشعاع على البيئة!
ومما أثار دهشة العلماء بدرجة فاقت الشلالات نفسها أن الباحثين يتوقعون أنها كانت محتجزة من 1.5 إلى 4 مليون سنة وظلت حية في كبسولة جليدية بدون هواء أو ضوء قبل أن تخرج إلى السطح وهذا ما حدا بالبعض إلى أن يتحدث عن قدرات الجليد على الحفاظ لفترات طويلة على أشكال حياة المختلفه بما فيها الحياة غير الأرضية (صار ممكناً الحديث عن وحش ما يظل كامناً في كبسولته الفضائية تحت الجليد لآلاف السنين في انتظار اللحظة التي يذوب فيها الجليد !)
بعض الآراء أخذت اتجاهاً آخر فإذا كانت أشكال حياة عاشت في الجليد على الأرض لآلاف السنين بدون هواء أو ضوء إذن فهذا النمط من الحياة قد يصبح ممكناً على العديد من الكواكب الأخرى لبعض المخلوقات المشابهه ودون الحاجه إلى الماء أو الهواء، ولا تزال أبحاث العلماء مستمرة حول هذه الظاهرة العجيبة لعلهم يصلون إلى إجابة شافية على هذا السؤال القديم المتجدد: هل نحن وحدنا في هذا الكون ؟